الدكتور خزعل فتحي البدراني

تدريسيو كلية النور الجامعة في موسوعات المؤرخين
===========
ضمن مشروعه الكبير في توثيق ابداع علماء الموصل واعلامها افرد المؤرخ العراقي الكبير عبد الجبار محمد جرجيس فصلاً مهماًمن كتابه الجديد وجوه موصلية في جزئه الثاني

للاستاذ الدكتور خزعل فتحي البدراني الباحث الرصين ورئيس قسم اللغة العربية في كلية النور الجامعة..نعيد عرضه هنا اعتزازاً بهذه القامة الابداعية العالية
——————–

هو الاستاذ الدكتور خزعل فتحي زيدان حسن البدراني ، من مواليد الموصل، محلة راس الكور (القليعات) عام 1952م. تدرج في شهاداته العلمية بنجاح فحصل على :
1-دبلوم معهد اعداد المعلمين، 1974.
2-حصل على بكالوريوس لغة عربية، كلية التربية، جامعة الموصل، 1985م.
3-ماجستير لغة عربية، كلية الاداب، جامعة الموصل، 1990.
4-دكتوراه اللغة والنحو، كلية الاداب، جامعة الموصل، 1996.
عمل بكل اخلاص وتفان منذ بداية حياته العملية والعلمية فكان مثالا يحتذى به بين اقرانه وتلامذته، ونرى ذلك من خلال مسيرته العلمية ومهامه الحياتية :
• درّس في مدرسة ديرام توثة الابتدائية للبنين، ومدرسة مشرف حبيط الابتدائية، ومدرسة محوير شمالي، وفي مراكز محو الامية للمدينة من 1976 ولغاية 1980.
• وبعد حصوله على البكالوريوس سنة 1985، درس في مدرسة تغلب التجريبية واعدادية الميثاق المسائية ومتوسطة نابلس المسائية، ثم نقل خدماته من وزارة الحكم المحلي الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في جامعة الموصل – كلية التربية- قسم اللغة العربية كونه الاول على القسم والثاني على الكلية والجامعة.
• باشر في جامعة الموصل سنة 1987 بدرجة مساعد باحث ، بعد ذلك حصل على الماجستير وتلته الدكتوراه في اختصاص اللغة والنحو.
• اوفد استاذا زائراً الى كلية الاداب والالسن – جامعة ذمار سنة 2001.
• ناقش اكثر من (215) رسالة ماجستير واطروحة دكتوراه في اغلب الجامعات العراقية.
• اشرف على (29) رسلة ماجستير و(6) اطاريح دكتوراه في اختصاص اللغة والنحو.
• حاضر في كلية المعرفة الجامعة بعميدها الشيخ الشهيد فيضي الفيضي، كما حاضر في كلية الامام الاعظم، وكلية التربية المفتوحة التابعة الى وزارة التربية
• عضو اتحاد الادباء والكتاب في العراق.
• نشر عددا من القصص القصيرة والمقالات الادبية في المجلات العراقية والعربية والصحف.
• نشر ثلاثة كتب في اختصاص اللغة والنحو.
بقي في الموصل سنة 2014 ايام محنتها، وكتب عن معاناة اهلها واحوالهم على صفحات التواصل الاجتماعي باكثر من مئة وعشرين مقالة وخاطرة وثق تلك الاحداث وارخ لها، من ذلك ما كتبه عن (تداعيات افتتاح الجسر العتيق)
وقفت في منتصف الجسر العتيق – ممر المشاة تنقلت بنظري الى الساحل الايمن من نهر دجلة الممتد من الجسر العتيق الى عين كبريت حيث المياه المعدنية، شطآن صغيرة سماها اهل الموصل القديمة تسميات خاصة وهي في حقيقتها نهر واحد هو نهر دجلة، تبدأ هذه الشطآن من شط باب الجسر يجاوره شط القلعة وشط الجومي وشط الازعرتية وشط الغحاء وشط الجماسة حيث الجاموس المنتشر على حافات المياه، وشط الحصى في قرة سراي، في هذه الشطآن قصص وحكايات وكريات يتلذذ اهل الموصل القديمة بذكرها حيث البراءة والبساطة والشهامة والمروءة ففي شط الازعرتية ترى النسوة وهن يغسلن الملابس على حافة النهر تسمع صدى اصوات (الخاطوغ) وهو قطعة خشبية مسطحة تنتهي بمقبض تضرب بها الملابس زيادة في التنظيف وبعد انهائهن الغسيل يلقين بانفسهن وهن بملابسهن في النهر، وقباب الهواء يعلو ظهورهن، قباب شكلها الهواء المحصور بين ظهورهن وملابسهن، وفي شط القلعة تجد الرجال وقد تجردوا من ملابسهم ليغتسلوا بماء النهر صباحا قبل ذهابهم الى اعمالهم، وتجد الخيار والرقي والبطيخ في حاوية شبكة كبيرة، يدفعها رجل قد احتضن جرابا منفوخا، وسيلة من وسائل النقل النهري آنذاك ليصل بها الى (الكب) عند مدخل الجسر العتيق انه الجسر العتيق والنوارس وطائر اللقلق على قبة جامع الاغوات ومدفع الافطار عند مدخل الجسر في الجانب الايسر واصوات الصبية تعلو (قدح، لمع، بم) يردد الصبية هذه الكلمات اشارة الى قرب دوي مدفع الافطار.
كما كتب بقوله :
على الرغم مما اصاب مدينة الموصل من دمار وخراب وتهجير، ستبقى هذه المدينة مدينة للتعايش الديني والاجتماعي والقومي، وستستعيد عافيتها وامجادها وتبقى سلة خبز العراق، وتنهض لتثبت للعالم اجمع ان اكثر اهلها من الصادقين والمخلصين والاوفياء البررة يحبون الحياة، هذه الحياة تجدها في الشيخ الكبير وهو يتجول يبيع علب المناديل الورقية، تجدها في المرة التي تركت دارها المدمر في المنطقة القديمة وافراد اسرتها الاحد عشر تحت الانقاض وتحمد الله وتشكره، تجدها في طلاب المدارس وهم يتسابقون من اجل النجاح والتفوق، تجدها وانت تتجول في باب السراي والعطارين، وسوق الصوافة وباب الطوب والسرجخانة والدواسة والنبي شيت وباب جديد وسوق الحدادين وغيرها.. ترى اصحاب المحلات والدكاكين يعيدون بناء دكاكينهم او يرممونها بجهدهم الشخصي من دون مساعدة اية جهة حكومية بل ان منهم من استدان ليعيد بناء دكاكينهم، تجدها في عمال الماء والكهرباء، تجدها فيمن فقد داره واهله وهم كثر يحمدون الله ويشكرونه، تجدها …. وتجدها .. كل شيء في هذه المدينة يحكي قصة صراع اهلها مع اقسى الظروف وامرها، قصتهم مع الموت والحياة، الدمار والاعمار، الحزن والالم، البكاء والفرح، التفاؤل والامل، هذه هي همة اكثر ابنائها، اكرر اكثر ابنائها فيما انشغل الباقون بانفسهم واهليهم وبدفء الدرهم والدينار، يذكر التاريخ انه في العهد الملكي اوشكت خزينة الدولة آنذاك على ان تفلس، جاء الملك الى الموصل طالبا العون والمساعدة من اغنياء الموصل فكان له ما اراد، ماذا لو مد اغنياء الموصل واصحاب رؤوس الاموال وغيرهم ممن من الله عليهم بالمال ليكونوا بمستوى الحدث ويسجلوا موقفا ويتركزا بصمة تتناقلها الاجيال ويخلدها التاريخ.